اليوم الدولي للغذاء.. حرب عالمية دائرة للقضاء على الجوع
يحتفل به في 16 أكتوبر من كل عام
بضرورة بناء سياق دولي مشترك ولم شمل الشخصيات العالمية البارزة في الحرب الدائرة رحاها للقضاء على الجوع، تحذّر الأمم المتحدة من تفاقم أزمات نقص الغذاء.
ويحيي العالم اليوم الدولي للأغذية، في 16 أكتوبر من كل عام، لتعميق الوعي العام بِمعاناة الجِياع وناقصي الأغذية في العالم، والتشجيع على اتخاذ تدابير لمكافحة الجُوع.
وتقول منظمة الأغذية العالمية التابعة للأمم المتحدة "فاو"، إن بين كل تسعة أشخاص في العالم، ينام شخص على معدة خاوية.
ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للغذاء لعام 2023 تحت شعار "المياه هي الحياة، المياه هي الغذاء، لا تتركوا أي أحد خلف الركب".
وبحسب المنظمة الأممية، فإن المياه ضرورية للحياة على كوكب الأرض، ورغم أنها تشكل أكثر من 50 بالمئة من أجسادنا وتغطي نحو 71 بالمئة من سطح الأرض، فإنها لا تمثل سوى 2.5 بالمئة فقط من المياه العذبة والصالحة للشرب والزراعة ولمعظم أغراض الاستخدامات الصناعية.
والمياه هي القوة الدافعة للبشر والاقتصادات والطبيعة وأساس الغذاء، حيث تستحوذ الزراعة على 72 بالمئة من كميات المياه العذبة المسحوبة في العالم، غير أن المياه العذبة، على غرار كل الموارد الطبيعية، محدودة.
ومن شأن النمو السكاني السريع والتوسع الحضري والتنمية الاقتصادية وتغير المناخ أن تعرّض موارد المياه على كوكب الأرض لإجهاد متزايد.
وفي الوقت نفسه، تراجعت موارد المياه العذبة للشخص الواحد بنسبة 20 بالمئة خلال العقود الماضية، حيث يشهد توافر المياه وجودتها تدهورًا سريعًا بسبب عقود شابها سوء الاستخدام والإدارة، والإفراط في استخراج المياه الجوفية والتلوث وتغير المناخ.
وقالت منظمة الفاو: "إننا نجازف بدفع هذا المورد الثمين إلى نقطة اللاعودة"، لا سيما أن 2.4 مليار نسمة يعيشون في بلدان تعاني من الإجهاد المائي.
وتوضح أن الكثير من هؤلاء الأشخاص هم مزارعون من أصحاب الحيازات الصغيرة يكافحون أصلًا لتلبية احتياجاتهم اليومية، وبصفة خاصة النساء والشعوب الأصلية والمهاجرون واللاجئون.
وتزداد المنافسة للحصول على هذا المورد الذي لا يُقدَّر بثمن فيما أصبحت ندرة المياه سببًا متزايدًا للنزاعات، حيث يعاني حوالي 600 مليون شخص يعتمدون جزئيًا على الأقل على النظم الغذائية المائية لكسب لقمة العيش من آثار التلوث وتدهور النظام الإيكولوجي والممارسات غير المستدامة وتغير المناخ.
ولذلك رفعت منظمة الأغذية العالمية شعار "لقد حان الوقت للبدء بترشيد إدارة المياه"، حيث دعت إلى إنتاج مزيد من الأغذية وغيرها من السلع الغذائية الأساسية بكميات أقل من المياه، وذلك مع ضمان توزيع المياه بالتساوي، وحماية النظم الغذائية المائية.
وأوصت الحكومات بوضع سياسات قائمة على العلم والأدلة بالاستفادة من البيانات والابتكار والتنسيق في ما بين القطاعات لتحسين التخطيط للمياه وإدارتها.
وقالت إنه "لا بد من دعم هذه السياسات من خلال زيادة الاستثمارات والتشريعات والتكنولوجيات وتنمية القدرات، مع تحفيز المزارعين والقطاع الخاص على المشاركة في حلول متكاملة لتعزيز كفاءة استخدام المياه والحفاظ عليها".
ويعد الأمن الغذائي شرطًا مُرتبطًا بالإمدادات الغذائية، وحصول الأفراد عليها، ومن ثم تحسين صحة الإنسان، والازدهار الاقتصادي والزراعي، والوصول إلى الأسواق والسياحة والتنمية المستدامة.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، فإن مليونا و600 ألف شخص يصابون بأمراض في يوم واحد في المتوسط بسبب الأغذية غير المأمونة.
ويلقى 340 طفلاً دون سن الخامسة حتفهم يومياً في المتوسط بسبب أمراض منقولة بالأغذية يمكن الوقاية منها، كما تتسبب الأغذية غير المأمونة أيضا في 200 مرض من الإسهال إلى السرطانات، ويقع عبء الإصابة بهذه الأمراض بشكل كبير على الفقراء والشباب.
ويُصاب شخص واحد كل 10 أشخاص في العالم بالأمراض المنقولة بالأغذية كل عام، وتساعدنا المواصفات الغذائية على ضمان سلامة ما نتناوله من طعام.
مع وجود ما يقدر بنحو 600 مليون حالة من الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية سنويا، فإن الغذاء غير الآمن يشكل تهديدا لصحة الإنسان والاقتصادات.
ويموت ما يقدر بنحو 420 ألف شخص حول العالم كل عام بعد تناولهم أطعمة ملوثة، كما يتحمل الأطفال دون سن الخامسة 40 بالمئة من عبء الأمراض المنقولة بالغذاء، مع 125 ألف حالة وفاة في كل عام.
وتقول منظمة الصحة العالمية، إن الأغذية تنقذ الأرواح، فهي ليست فقط مكونا حاسما للأمن الغذائي، بل تلعب أيضا دورا حيويا في الحد من الأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية.